على مشارف الموتخاص بالقلعة

ايمان. فتاة في ربيعها العشرين, طالبة في كلية الطب , وحيدة أبويها...
كباقي فتيات الطبقة الراقية في العاصمة, تشارك في العمل الجمعوي
وتحث والدها على التبرع بمبالغ مهمة لدور الأيتام من حين لاخر.

مفعمة بالنشاط ومتحررة دون انحلال خلقي , تكاد لا ترى والديها سوى بضع ساعات في الأسبوع,
فهما منشغلان عنها بتنمية ثروة العائلة.
ولولا مربيتها التي سهرت على تربيتها والعناية بها لعانت من اليتم.

كانت تناديها ماما خفية عن أمها, الأستاذة الجامعية الوقورة التي أرغمت ابنتها على ولوج كلية الطب.
وكانت ترافق مربيتها لزيارة عائلتها, فخالطت الأحياء الفقيرة واقتربت من معاناة سكانها وحاجتهم للعون.
فما كان منها إلا أن حاولت مساعدتهم والتخفيف عنهم قدر المستطاع...

بل بلغ بها الأمر أن أحبت دراستها فقد وجدتها سبيلا للمزيد من فعل الخير الذي أدمنته ,
وصارت هوايتها أن تزرع الأمل والبسمة أينما حلت.

تفوقت في دراستها وتداريبها ليتنبأ لها أساتذتها بمستقبل مهني زاهر...وهكذا مضت الأيام سريعا
وقاربت ايمان على التخرج ونيل شهادة الدكتوراه, وهي تمني النفس بمواصلة التخصص والبحث العلمي.

كانت تشعر بدوار خفيف بين الفينة والأخرى ولم تعره اهتماما , ظنته مجرد ارهاق وتعب
إلى أن سقطت مغشيا عليها في أحد الأيام وهي تركض بين الكلية والمستشفى...

كان وقع الصدمة شديدا على والديها عندما أخبرهما الطبيب أنها تعاني من ورم خبيث في الكبد
وقد تقدم المرض فصار استئصال الكبد وزرع اخر في أسرع وقت أمرا محتما لإنقاذها من الموت.

بدأت المستشفى بإجراءات البحث عن متبرع بجزء من الكبد وطلبت من والديها إجراء تحاليل
لتحديد توافق أنسجتهما مع أنسجة ايمان.

فوجىء الطبيب المعالج والعائلة بالعدد الكبير من أصدقاء ايمان ومعارفها الذين وافقوا على التبرع لها.
تساءل والداها عن السبب فكان جواب المربية أكثر مفاجأة لهما.

اتضح لهما أنهما لم يعرفا ابنتهما جيدا... لم يخطر لهما يوما أن زهرة حياتهما قد تذبل وتموت.
ولم يستطع الأطباء ايجاد متبرع متوافق...إنها توشك أن تلفظ أنفاسها بعد أن دخلت في غيبوبة ...

جرى والدها خارج المستشفى ليخفي دموعه عن زوجته...قادته قدماه لمسجد قريب ...
فدخل وتوضأ ثم انهمك في صلاة ودعاء مرير للخالق بانقاذ فلذة كبده ...

-إلاهي لا تأخذ ابنتي بذنبي ...إلاهي لقد عصيتك كثيرا وابتعدت كثيرا ولهثت خلف المال والدنيا...
أهملت عائلتي وابنتي... إلا ان قدرتك شاءت ان تكون هي خيرا مني ...
خذني ودعها ...حاسبني ونجها ...رحماك ربي بي وبأمها....

صلى طيلة المساء والليل ثم غفى مرهقا حزينا ونادما....

رن هاتفه في الصباح الباكر ليجد زوجته تطلب منه المجيء حالا للمستشفى...
ماذا... هل لفظت أنفاسها ؟ هل فقدها للأبد ؟ وصل بصعوبة وقدماه لا تكاد تحملانه.

قابلته زوجته بابتسامة مشرقة رغم اثار التعب من السهر...

-لماذا أقفلت الخط ولم تخبريني بما حدث ؟ سألها معاتبا

-لأنني أحببت رؤية السعادة في وجهك عندما أزف لك الخبر...

لقد نجحت محاولة الطبيب بحقن الورم بدواء كيميائي

وأظهرت التحاليل أن ايمان ستتماثل للشفاء...تعال ليشرح لنا الأمر أكثر...

سجد الأب شكرا لله وقرر أن يغير من تعامله مع عائلته وتجاه ربه

تمت ولله الحمد

شــــــكراً لكــ

يسلمو مع اني دمعت كثير انا في انتظار جديدك

قصه رائعه
جعله الله فى ميزان حسناتك

****على مشارف الموت****خاص بالقلعة

على مشارف الموتخاص بالقلعة